حضر د. موفق حسين محمد الجلسة الثانية لمجلس حماية وتحسين البيئة 2019 المنعقدة يوم الثلاثاء المصادف 17/12/2019 الساعة 10:00 صباحاً في مقر مجلس محافظة بغداد ممثلاً عن السيد مدير مركز بحوث البيئة في الجامعة التكنولوجية، حيث تم عقد الجلسة برئاسة السيد محافظ بغداد الأستاذ المهندس محمد جابر العطا وبحضور أعضاء المجلس السادة المدراء العامين وممثلي الوزارات والقطاعات والمديريات.

 في البدأ وبعد أكتمال النصاب القانوني لعقد الجلسة رحب السيد المحافظ بالحضور وألقى كلمة بمناسبة إفتتاح الجلسة الثانية لسنة 2019 مبيناً عدداً من المحاور التي تم مناقشتها بغية إيجاد الحلول للمشاكل والمعوقات الواردة فيها، بعد ذلك تمت مناقشة محاور الجلسة مع ممثلي الجهات الرسمية والتي تضمنت محور المشاريع ذات الأثر البيئي ومحور معالجة كور الصهر ومحور مكافحة الكلاب والحيوانات السائبة ومحور التعامل مع النفايات الصلبة ومحور التعامل مع المخلفات الطبية ومواضيع أخرى.

 أوصى المجلس عدة توصيات مهمة تصب في إيجاد حلول واقعية للمشكال البيئية التي تعانيها محافظة بغداد مع التأكيد على أن مسؤولية حماية وتحسين بيئة العاصمة هي مسؤولية تضامنية تشترك بها جميع مؤسسات الدولة والدوائر الخدمية مع ضرورة متابعة هذه التوصيات وتقييم المنجز منها وعرضه على المجلس الموقر في الجلسة الثالثة المؤمل عقدها مطلع العام القادم.

القى المدرس المساعد موفق حسين محمد - التدريسي في قسم التلوث البيئي في المركز يوم الثلاثاء المصادف 24/12/2019 في تمام الساعة 12 ظهراً على القاعة الزرقاء في المركز محاضرة بعنوان "نظم المعالجة العائمة-تقنية بيئية لمعالجة مخلفات الصرف الصحي". اوضح المحاضر ان العقود المنصرمة شهدت إستخدامات متزايدة لأنظمة المعالجة الإصطناعية "الأراضي الرطبة الإصطناعية" في تحسين نوعية دفق المياه الناتجة عن وحدات معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي. ويعزى تعاظم هكذا تطبيقات، الى حد ما، الى زيادة معايير نوعية المياه المطلقة الى المسطحات المائية بعد عمليات المعالجة والتي تعجز وحدات المعالجة التقليدية عن تنفيذها. يمكن تعريف الأراضي الرطبة الأصطناعية على أنها أنظمة بيئية هندسية لها القدرة على تسخير وإستخدام عمليات معالجة طبيعية مختلفة للملوثات البيئية وتحسين نوعية المياه بالإعتماد على المكونين الحي وغيرالحي لهذه الأنظمة. من الناحية التصميمية، تشتمل هذه الأنظمة على عدة أنواع مختلفة تبعاً للنظام الهايدرولوجي وطبيعة الغطاء الخضري المتواجد حيث تصنف بشكل رئيسي الى الأنظمة ذات الجريان السطحي للمياه والأنظمة ذات الجريات الأرضي للمياه. ويصنف النوع الأخير الى نظامين للمعالجة (افقي وعمودي الجريان). تم إستخدام أنظمة المعالجة الأصطناعية بشكل واسع كوحدات للمعالجة الثالثة في معالجة الصرف الصحي والصناعي، وقد تم تقييم أداءها في خفض الحمل النتروجيني في دفق الصرف المعالج قبل طرحه الى مسطحات المياه الطبيعية. يعتبر إنخفاض الكلفة التشغيلية والصيانة لهذا النمط من أنظمة المعالجة أحد أهم خصائص القوة الداعمة لهذا التطبيق، لا سيما فيما يتعلق بالأنظمة ذات الجريان السطحي، إلا أن عدم توفر المساحة السطحية الكافية لنمو الكائنات الدقيقة وبالتالي تكون الغشاء الميكروبي الضروري لأداء المعالجة ومحدودية الإتصال المباشر ما بين عمود الماء وجذور النباتات في التربة تعتبر من أهم نقاط الضعف في أداء هذه الأنظمة من حيث معالجة النتروجين مثلاً.  من اجل التغلب على هذه المعوقات، تم تطوير تصميم حديث لوحدات المعالجة الإصطناعية من شأنه تجاوز نقاط الضعف أعلاه ألا وهو نظام المعالجة العائم.

تعتبر أنظمة المعالجة العائمة أحدى أنظمة المعالجة البيئة الهندسية والتي تجمع ما بين خصائص ووظائف ألأنظمة ذات الجريان السطحي وما يسمى بالجزر الطافية بهدف تحسين نوعية المياه المطلقة الى المسطحات المائية الطبيعية. تمتاز هذه الأنظمة بزيادة المساحة السطحية المهيئة لأزالة الملوثات وزيادة إمكانية الإتصال المباشر ما بين جذور النباتات وعمود الماء بدلاً من الأنغمار في محيط التربة أو الرواسب،  فضلاً عن تسخير طيفاً واسعاً من العمليات البايوجيوكيميائية الخاصة بإزالة مختلف الملوثات البيئية. عليه، فأن نظام المعالجة العائم يمثل تصميماً بديلاً وفاعلاً  في تحسين نوعية مياه الصرف الصحي والصناعي قبل طرحها الى البيئات الطبيعية. 

القى المدرس الدكتور محمد مؤيد طه - التدريسي في قسم التقنيات البيئية في المركز يوم الثلاثاء المصادف 17/12/2019 في تمام الساعة 12 ظهراً على القاعة الزرقاء في المركز محاضرة بعنوان "التلوث البيئي وإحداث الطفرات الوراثية". اوضح المحاضر بان التلوث البيئي هو من أخطر الكوارث التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث حيث يعني تدهور البيئة نتيجة خلل فيها بحيث تفقد قدرتها على أداء دورها في التخلص الذاتي من الملوثات بموجب العمليات الطبيعية. ان العديد من الدراسات بينت بان  التلوث البيئي له تأثيرات مهمة على الحياة البشرية يفوق كافة التوقعات السابقة، وأنه يتسبب في حدوث طفرات جينية خطيرة (تحويرات) في الحامض النووي (DNA) والتي لم تؤخذ بنظر الاعتبار من قبل الكثير من الباحثين. اذ ظهرت في الفترة الأخيرة حالات ولادة لأطفال يعانون فيما يسمى بمتلازمة داون "المنغولية" وهي متلازمة صبغوية تنتج عن تغير في الكروموسومات حيث توجد نسخة إضافية من كروموسوم 21 أو جزء منه في الخلايا، مما يُسبب تغيراً في المورّثات.  ويشير الاطباء الى ان هذه القضية  لا تعود الى الاسباب التقليدية والمعروفة  ومنها كبر سن الأم، وانما تعود إلى التعرض لبعض أنواع التلوث البيئي الذي يعمل على تشويه بعض الجينات الوراثية أو احداث خلل فيها. وفي نهاية المحاضرة، اوصى المحاضر بما يلي:

1. اهمية متابعة هي القضية في مؤسساتنا الطبية واخذها بنظر الاعتبار من حيث البحث في اسبابها.

2. الابتعاد قدر الامكان عن الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية في المنزل مثل مواد التنظيف والمساحيق بصورة عامة والمبيدات الحشرية الضارة بصورة خاصة.

3. اتباع نظام غذائي ملائم يحتوي على العناصر الغذائية الاساسية والألياف التي تخفف من آثار التلوث بالمواد الكيميائية حيث يعتقد الكثير من الأطباء وخبراء التغذية أن وجود المكملات الغذائية مهم لصحة الإنسان مثل الألياف والفيتامينات والعناصر الغذائية مثل المغنسيوم، فضلاً عن التقليل من الكافيين والمواد الضارة بالصحة.

القى السيد مدير المركز الأستاذ الدكتور عبدالحميد محمد جواد العبيدي محاضرة بعنوان "تلوث المصادر المائية" يوم الخميس المصادف 5/12/2019

حيث تم فيها مناقشة اهم الرسائل الرئيسية التي يمتاز بها واقع الموارد المائية في العراق في ظل ظروف معينة من محدودية المتاح من المياه وندرتها وبالتالي عجزها عن تحقيق متطلبات الاستثمار الحالي والمستقبلي. ان الاسباب الرئيسية لهذه الظروف تعود الى تزايد الكثافة السكانية وزيادة استهلاك المياه وتنامي القدرات التكنولوجية المؤثرة سلبياً في البيئة والتي ادت الى ظهور التنافس على استعمالات المياه وتلوث البيئة.

وفي ختام المحاضرة ناقش المحاضر امكانية البحث الجاد في الاسباب اعلاه واعتمادها كمحاور بحثي علمي في مجال الموارد المائية ضمن الخطة العلمية ذات الابعاد الاستراتيجية بعيدة المدى لمركز بحوث البيئة في السنوات القادمة.